قفز الهولنديون في القنوات المائية وتسلقوا أعمدة الإنارة في الشوارع ممسكين بزجاجات الخمر حيث احتفل مئات الآلاف منهم بتأهل منتخب البلاد الأول لكرة القدم إلى نهائي بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بعد الفوز على أوروجواي 3/2 مساء أمس الثلاثاء بالدور قبل النهائي.
وبصرف النظر عن مواجهة هولندا لأسبانيا أو لمنافستها اللدودة ألمانيا في نهائي البطولة يوم الأحد المقبل بجوهانسبرج فقد أصبح حلم البلد كله واحدا وهو الفوز باللقب الأول في كأس العالم.
وقال معلق تليفزيوني ملخصا مشاعر الجماهير الهولندية بشكل عام: "نعلم أن المدرب بيرت (فان مارفييك) ولاعبينا خرجوا في مهمة يريدون تنفيذها بأي ثمن ، نريد أن نصبح أبطال العالم أخيرا".
وبدت هولندا وكأنها خرجت كلها للاحتفال بعد إطلاق صفارة نهاية مباراة أمس أمام أوروجواي ، ويأمل جميع الهولنديين أن يحالف الحظ بلادهم أخيرا في محاولتها الثالثة لإحراز كأس العالم بعدما خسرت نهائيي مونديالي 1974 أمام ألمانيا و1978 أمام الأرجنتين.
واحتفل نحو 80 ألف شخص في أكبر مهرجان جماهيري في هولندا بأمستردام بينما شاهد أكثر من 11 مليون شخص المباراة على شاشة التليفزيون مما يعني أن نحو 70 بالمئة من الشعب الهولندي شاهدوا فريقهم وهو يفوز مساء أمس مع ولي العهد ويليم ألكسندر وزوجته الأرجنتينية الأميرة ماكسيما اللذان رقصا في مدرجات الاستاد بكيب تاون.
وكتبت صحيفة "دي تيليجراف" اليوم الأربعاء: "الآن انطلقوا واحصدوا الذهب".
ورغم أن الفريق الحالي يفتقد اللمسات الجمالية التي اتسم بها منتخب يوهان كرويف أو منتخب رود خوليت ، فقد نجح لاعبو فان مارفييك الخططيين حتى الآن في تحقيق المطلوب منهم في جنوب أفريقيا.
وسيكون مسك الختام بالنسبة لهولندا في هذه البطولة هو الفوز على ألمانيا في النهائي بعدما كان الهولنديون خسروا أمام الماكينات الألمانية 1/2 في نهائي 1974 ثم خسروا أمامهم من جديد في دور ال16 من مونديال 1990 بإيطاليا عندما واصلت ألمانيا مشوارها بالبطولة نحو إحراز اللقب.
ورأى البعض فوز الأمس كثأر لهزيمة عمرها 82 عاما عندما فازت أوروجواي على هولندا 2/ صفر في أولمبياد عام 1928 بأمستردام لتحرز الميدالية الذهبية.
بينما رأى آخرون أن فوز أمس حققته هولندا على أرضها ، فقد كان الهولندي يان فان رايبيك هو من رفع علم شركة الهند الشرقية الهولندية للتجارة بمدينة "كيب أوف جود هوب" عام 1651 مؤسسا أول مستعمرة أوروبية في جنوب أفريقيا.